بحسب تقرير كلية دبي للإدارة الحكومية حول دور الإعلام الاجتماعي في الوطن العربي
دبي 8 يونيو 2011: أظهر التقرير العربي الثاني للإعلام الاجتماعي، الذي يعده برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، أن عدد مستخدمي الفيسبوك في الوطن العربي وصل بنهاية ربيع 2011 إلى 27.7 مليون مستخدم، بزيادة قدرها 30% عن بداية العام.ويرصد هذا العدد نمو استخدام شبكات فيسبوك وتويتر في المنطقة خلال التحركات التي شهدها الوطن العربي ويسلط الضوء على التحول الجوهري من استخدام الإعلام الاجتماعي للأغراض الاجتماعية إلى النشاط السياسي والأهلي.
وبحسب التقرير، فإن عدد مستخدمي تويتر النشطين في الوطن العربي أثناء ذات الفترة كان يزيد على 1.1 مليون مستخدم، وكان معدل تحديثهم للمشاركات على الأقل مرة كل أسبوعين. وقد أرسل هؤلاء "المستخدمون النشطون" ما يزيد على 22.7 مليون "تغريدة"(tweet) خلال الربع الأول من 2011. وتركزت توجهات استخدام تويتر في المنطقة خلال هذه الفترة بشكل رئيسي على الأحداث المتواترة للتحركات الشعبية العربية، وتمثل الكلمات "مصر"، "25 يناير"، "ليبيا"، "البحرين" و"مظاهرة" أبرز "الواصفات" (hashtags ) استخداماً بين مستخدمي تويتر في المنطقة.
ويشير التقرير إلى أنه في حين تعتبر الإمارات وقطر والكويت والبحرين ولبنان أعلى خمس دول في المنطقة العربية من حيث نسبة المشاركين في فيسبوك وتويتر بين سكانها، فقد تسارع استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي بشكل خاص في الدول التي تشهد تحركات مدنية. وبينما لا زالت تركيا تتصدر المنطقة من حيث العدد الكي للمستخدمين، فقد تصدرت مصر البلدان العربية وأضافت وحدها ما يقرب من مليوني مستخدم لشبكة فيسبوك في الربع الأول من عام 2011.
وتقدم نتائج التقرير أدلة عملية فيما يتعلق بتغير طبيعة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة. وقال فادي سالم، مدير برنامج الحوكمة والابتكار بكلية دبي للإدارة الحكومية وأحد كتّاب التقرير: "أصبح الإعلام الاجتماعي وقدرته على التأثير في المشاركة على المستوى الشعبي، وعلى نماذج الحوكمة التشاركية، والآليات المجتمعية الجديدة موضع نقاش حاد في الوطن العربي منذ بدء 2011. وقد لعب النمو المطرد للإعلام الاجتماعي والتحولات في اتجاهات استخدامه دوراً بالغ الأهمية في حشد وتشكيل الآراء والتأثير المباشر على التغيير بين الشباب في الوطن العربي. ويوجد اليوم عدد لا يستهان به من مستخدمي الإعلام الاجتماعي الشباب المؤثرين، وقد صاحب هذه الظاهرة تحول متواصل في اتجاهات الاستخدام من الأغراض الاجتماعية إلى السياسية عل مستوى المنطقة."
ووفقاً للتقرير، لا يزال الشباب بين سن 15 و29 يمثلون حوالي 70% من مستخدمي الفيسبوك العربي بنهاية الربع الأول من 2011، بينما تمثل النساء فقط ثلث المستخدمين في المنطقة.
وقالت رشا مرتضى، باحث مشارك في برنامج الحوكمة والابتكار والكاتب الرئيسي للتقرير: "لقد اختلف أسلوب استجابة الحكومات في المنطقة لبروز دور الإعلام الاجتماعي اختلافاً كبيراً. فحاولت بعض الحكومات وقفه، بينما قررت حكومات أخرى استخدام الإعلام الاجتماعي للتواصل المباشر مع مواطنيها. وقد عمل برنامج الحوكمة والابتكار بكلية دبي للإدارة الحكومية بشكل وثيق مع عدة حكومات في المنطقة لإعداد الإرشادات الرسمية لتشجيع استخدام الحكومة للإعلام الاجتماعي".
وقد قامت العديد من الحكومات أثناء الحركات الشعبية التي اجتاحت الوطن العربي بحجب شبكة الانترنت وشبكات الإعلام الاجتماعي. وشمل التقرير سبراً لآراء مستخدمي شبكة فيسبوك في تونس ومصر وأظهر أن 6 من عشر مشاركين في الاستقصاء في كلا البلدين أكدوا أن حجب شبكة الإنترنت أدت في الواقع إلى دعم الحركات ودفع الناشطين لاتخاذ موقف أكثر حسماً واتباع أساليب أكثر ابتكاراً. وأشارت الدراسة إلى أن 85% من المشاركين في الاستقصاء في كلا البلدين اعتبروا أن استخدام الإعلام الاجتماعي أثناء التحركات في بلدانهم كان بشكل رئيسي لغرض التنظيم ونشر المعلومات وزيادة الوعي بالحركات الشعبية.
تتوفر سلسلة "التقرير العربي للإعلام الاجتماعي" على الموقع www.ArabSocialMediaReport.com ، وتهدف لتسليط الضوء على اتجهات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى الوطن العربي وتحليلها. وهي جزء من مبادرة بحثية أكثر شمولاً تركز على المشاركة الاجتماعية من خلال تقنيات المعلومات من أجل سياسات أفضل في الدول العربية، وتبحث في دور تقنيات التواصل الاجتماعي من أجل الحوكمة الرشيدة والإدماج الاجتماعي. وتسعى هذه المبادرة تحديداً لدراسة إمكانية تفعيل تلك التطبيقات في تعزيز التعاون، وتقاسم المعرفة والابتكار عن طريق تعزيز المشاركة سوءا داخل الحكومة أو بين الحكومات والمواطنين والقطاع الخاص.
تأسست كلية دبي للإدارة الحكومية عام 2005 بالتعاون مع كلية كينيدي بجامعة هارفارد. تلتزم الكلية بإنتاج المعرفة ونشر أفضل الممارسات العالمية في الوطن العربي. وتنظم الكلية برامج مختلفة بهدف زيادة قدرات المنطقة على اعتماد سياسات عامة فعالة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق